تحت إطار برنامج بلديتي، تعاونت الوكالة الإيطالية مع مشروع زراعة، وهو مشروع نفذته منظمة ICU ومنظمة كفاءة للحث على إنشاء أنظمة زراعة مائية جديدة وجعل الزراعة في سبها وأوباري أكثر استدامة، مما يبرز شيئا مبتكرا ومستداما وموجها نحو المجتمعات المحلية.
تم تركيب صوباتين زجاجيتين للزراعة المائية في «كلية الفنون والعلوم» في أوباري وفي «كلية العلوم التقنية» في سبها. كان الدافع وراء اختيار هذه المواقع هو الحاجة إلى ضمان إمكانية الوصول لجميع المقيمين في المنطقة وإتاحة الفرص للمحاضرين والطلاب لإجراء البحوث.
يبلغ طول هذه الهياكل، بشكلها الخماسي، 40 مترًا وعرضها 9 أمتار وارتفاعها 3 أمتار، وهي مصنوعة من أنابيب فولاذية قوية مقاس 2 بوصة. يسمح الغطاء البلاستيكي الأصفر بدخول أشعة الشمس الوافرة للنباتات المزدهرة، وأرضيات الصوبة، المغطاة بشبكة بلاستيكية، تتوجه نحو خزانات المياه المخفية من أجل النظافة. تغطي الصوبات المركبة مساحة تقارب 40 متر مربع وتستخدم الدلاء الهولندية والبيرليت كوسيلة للنمو ونظام ري مغلق.
تحت الأرض، تعمل الخزانات الرئيسية والنسخ الاحتياطي بتكتم، مما يمنع نمو الطحالب. داخل كل صوبة، تم ترتيب 560 دلو هولندي، متصلة بنظام ري غير معقد مع بواعث التنقيط التي تضمن توصيل المياه والمغذيات بدقة.
تم تجهيز الصوبات بأنظمة تبريد ومراوح، وتعمل باستخدام الألواح الشمسية، مما يعزز التحول نحو الطاقة المستدامة. كما تم تنفيذ عنصر فعال لنظام الري، مع التركيز على الاستخدام الأكثر ذكاءً للمياه.
بالإضافة إلى الجوانب الفنية، تعطي هذه المبادرة الأولوية للناس. والهدف العام للصوبات هو دعم المجتمعات المحلية الضعيفة والمزارعين من خلال توفير مساحة لزراعة المحاصيل وتوليد دخل جديد. وقُدمت دورات تدريبية في «كلية الفنون والعلوم» (22 مستفيدا) و «كلية العلوم التقنية» (21 مستفيدا) إلى مشاركين من الرابطات الزراعية وحاضنات الأعمال التجارية، الذين بحثوا في أساسيات الزراعة المائية واختبار المياه والمهارات العملية مثل بناء وإنشاء الصوبة. سيصبح هؤلاء المتدربون مدربين مسؤولين عن مشاركة المهارات والكفاءات الجديدة المكتسبة للمزارعين الآخرين في هذه المجالات، ونشر هذه التكنولوجيا المبتكرة في المنطقة.
تمثل الصوباتين المائيتان التزامًا بمستقبل أكثر خضرة ومجتمع مرتبط بالمعرفة المكتشفة حديثًا والابتكار المشترك. بدأ إنتاج الخيار بالفعل في سبها، ومن المتوقع أن يبدأ قريبًا في أوباري. أصداء هذا المشروع باقية، تاركة وراءها إرثًا أخضر في المناظر الطبيعية لجنوب ليبيا.