“لم أتوقع في حياتي يوماً أنني سوف اعمل في وحدة الطوارئ ولكن عندما وصلت الحرب في بني وليد قمت بالتطوع لمساعدة المجروحين في الخطوط الأمامية.” هذا ما صرح به أسامة مجدوب حامد الغزالي، البالغ من العمر 39 ربيعاً، مدير وحدة الطوارئ في مستشفى بني وليد العام.
قبل هذا المنصب، عمل في شركة عالمية في مصراتة. عندما اندلعت الأزمة في ليبيا في سنة 2011, وبالإضافة الى التوتر بين المجتمعات في مصراتة وبني وليد، عاد الى مدينته بني وليد وهناك بشكل مفاجئ خضع لتدريبات في الإسعافات الأولية والتمريض وعمل كطبيب مساعد للسنوات التسعة القادمة.
بالرغم من اتفاقية وقف إطلاق النار وتقليل القتال في أكتوبر 2020, إلا أن مستشفى بني وليد العام يواجه تحديات جسمية. يظل الأمن مسألة صعبة: يخبرنا أسامة عن حادثة مهمة عندما هدد شخص مسلح طبيب التخدير بإطلاق النار عليه إن لم يقوم بمعالجة صديقه فوراً.
وأيضا حسب ما قال أسامة، إن النقص الكبير في الطاقم الطبي يسبب تأخيراً في علاج المرضى. “عادة لا يتم دفع مستحقات الطاقم الطبي في الوقت المحدد. ذات مرة كنت مضطر للانتظار ثلاثة أشهر للحصول على مرتبي.” هذا الأمر أدى إلى عزوف الطاقم الطبي عن العمل في القطاع العام والتوجه إلى القطاع الخاص، والذي من الواضح حسب وصف أسامة أنه أكثر جدوى.
“الأمر الذي يثير حفيظتي هو النقص في المعدات الطبية. ليس لدينا المعدات الأساسية، كالآلات الاختبار والتي تعتبر أساسية في أي وحدة طوارئ.” شرح أسامة أن النقص في آلات الاختبار يرغم الفريق الطبي على تطبيق منهجيات تحقيق بديلة مضيعة للوقت.
بناءً على مثل هذه الاحتياجات الملموسة، عمل برنامج بلديتي بتمويل من الاتحاد الأوروبي على تحسين الوصول للخدمات الصحية الشاملة والنوعية في مستشفى بني وليد العام.
مع التزام الوكالة الإيطالية للتعاون التنموي بالشراكة مع منظمة IRC غير الحكومية تلقت المستشفى مستلزمات طبية تشمل آلات جراحة القلب CTG, وعدد عشرون جهاز تنظيم الأكسجين، كاميرا المنظار، وعدد اثنان أسرة ولادة وأكثر من ذلك.
“هذه المعدات هي شريان الحياة لوحدة الطوارئ لدينا وسوف تساعدنا للعناية بالمرضى الذين تم تجاهلهم لوقت طويل بشكل أفضل.” هكذا اختتم أسامة حديثه معبراً عن تقديره الصادق.