أدت ست سنوات من الحرب الأهلية إلى عجز البنية التحتية في ليبيا وزعزعة استقرار نظامها الصحي. في عام 2017، تعرض مركز صبراتة الصحي، الواقع على بعد 70 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس، لأضرار بالغة أثناء النزاع.
قبل النزاع، قدم المركز الخدمات ل 210 شخص من مدينة صبراتة والبلدات المجاورة لها يومياً وقام بتوظيف 122 من العناصر الطبية. مع توقف المرفق عن العمل، كان على الناس البحث عن مرافق رعاية صحية بديلة في المنطقة. بالإضافة إلى تدفق المرضى للحصول على الخدمات الصحية، إلى المستشفيات العامة – التي تعرضت للأضرار أيضاً -ولم تستطع هذه المستشفيات تلبية جميع احتياجاتهم الطبية.
بهدف تعزيز قدرة المؤسسات العامة على تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية والاجتماعية الجيدة للفئات الأكثر احتياجاً في ليبيا، قام مشروع “تعزيز القدرات المحلية من أجل الصمود والتعافي” التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والممول من الاتحاد الأوروبي، بأعاد تأهيل مركز صبراتة الصحي
وشملت أعمال التجديد توسيع واستعادة مرافق المختبر، والأطفال، والطوارئ، ومعالجة الجروح والصيدلية. منذ نهاية إعادة التأهيل في أواخر عام 2018، يقدم المركز خدمات لحوالي 400 شخص يومياً.
مع وصول فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) إلى ليبيا التي عانت كثيراً بسبب الحرب، عينت وزارة الصحة المركز الصحي الذي أعيد تأهيله حديثاً كمركز رئيسي للاستجابة لفيروس كورونا بالمنطقة.
يوضح السيد رواد الشين، رئيس الخدمات الطبية، “كان هذا المكان يعاني من تدمير في البنية التحتية ونقص كبير في المعدات والإمدادات. من خلال أعمال الصيانة، توسعت خدمات المركز الآن حيث يعد مجهزاً لاستقبال المرضى الذين قد يصابوا بفيروس كورونا ”
كما قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي معدات مثل الكراسي المتحركة وأسرة الفحص وعربات نقل المرضى.
قامت إدارة المركز الصحي بتدريب الفريق الطبي على استخدام مواد السلامة والتعقيم التي تم توفيرها حديثاً، بالإضافة إلى تدابير الوقاية، ومن المتوقع أن يتبعوا هذه التدابير في أوقات العمل وخارجها للاستجابة لتهديدات فيروس كورونا. تقول الممرضة هبة السروجي: “لقد تعلمنا كيفية اتخاذ إجراءات وقائية لتجنب الإصابة بالفيروس. نحن نرتدي الزي والأقنعة والقفازات، ونتأكد من تنظيف الأسطح وتطهيرها بشكل متكرر.
قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بدعم من الاتحاد الأوروبي، بإعادة تأهيل 10 مرافق صحية في جميع أنحاء ليبيا حتى الآن، مما سمح لـ 800000 شخص بالوصول إلى خدمات رعاية صحية عالية الجودة والاستجابة السريعة لتهديدات فيروس كورونا. وقد ساهم ذلك في تعزيز قدرات السلطات الليبية في تقديم خدمات أساسية جيدة في قطاع الصحة في مسار تحقيق هدف التنمية المستدامة المتمثل في ضمان حياة صحية وتعزيز السلامة للجميع.
تعتبر المبادرات التي قام بها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتمويل من الاتحاد الأوروبي لدعم قطاع الصحة في مدينة صبراتة جزءاً من “مشروع تعزيز القدرات المحلية على الصمود والتعافي”، وهو مشروع متعدد المراحل ومتعدد السنوات يهدف إلى تعزيز المرونة المحلية وآليات التعافي.
يتم تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع في إطار برنامج “إدارة تدفقات الهجرة المختلطة في ليبيا من خلال توسيع مساحة الحماية ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية” الممول من نافذة شمال إفريقيا التابعة لصندوق الطوارئ الائتماني من أجل أفريقيا التابع للاتحاد الأوروبي. الهدف الرئيسي من هذا البرنامج هو تعزيز الحماية والمرونة الشاملة للمهاجرين واللاجئين والمجتمعات المضيفة في ليبيا مع دعم تحسين إدارة الهجرة على طول طرق الهجرة في البلاد.
وتأتي المرحلة الثانية من المشروع في إطار برنامج “التعافي والاستقرار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في ليبيا” الممول من الاتحاد الأوروبي من خلال صندوق الطوارئ الإئتماني من أجل أفريقيا – نافذة شمال أفريقيا، ويتم تنفيذه بالشراكة مع وزارة الحكم المحلي والبلديات واليونيسيف والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS). يهدف البرنامج إلى تحسين الظروف المعيشية وبناء القدرة على التحمل للسكان الأكثر احتياجاً، بما في ذلك المهاجرين واللاجئين والنازحين والعائدين والمجتمعات المضيفة.