فدوى امرأة تبلغ من العمر 26 عامًا من البيضاء، رابع أكبر مدينة في ليبيا وتقع في الشمال الشرقي. في ديسمبر 2020، أنجبت طفليها الأولين، التوأم ياسين وأحمد. خلال فترة الحمل، عانت فدوى من مضاعفات صحية تسببت في دخولها المستشفى في حالات الطوارئ في مستشفى الثورة، وهو مستشفى ثانوي عمومي في المنطقة تأثر بشدة بمحدودية الموارد ونقص المعدات الطبية.
أثناء تواجدهم في المستشفى، اضطر الأطباء إلى إجراء عملية قيصرية لإنقاذ حياة الطفلين، الذين جاءا إلى هذا العالم 10 أسابيع قبل الموعد، وزن كل منهما أقل من 1 كغ. عانى كلا الخدج من مشاكل خطيرة في التنفس وكانا في حاجة ماسة إلى حاضنات للمساعدة في إعطائهما الأكسجين اللازم للبقاء على قيد الحياة. عادة، يتم توصيل الأكسجين للرضع من خلال قنية أنفية ذات شقين والتي للأسف لم تكن متوفرة في قسم حديثي الولادة في المستشفى.
قالت أريج الفايدي، طبيبة الأطفال في المستشفى: “يعاني قسم حديثي الولادة من نقص في المعدات الطبية الهامة، بما في ذلك الحاضنات، بالإضافة إلى العديد من الإمدادات الرئيسية الأخرى”. تعاملا بشكل ملحوظ مع الموارد المحدودة المتاحة، لم يكن أمام الدكتورة الفايدي خيار سوى تكييف القنية الخاصة بالبالغين يدويًا لتوصيل الأكسجين المطلوب إلى ياسين وأحمد.
ومع ذلك، في أحد الأيام عندما كانت حالة أحمد مستقرة، كان على قسم حديثي الولادة الذي يعاني من نقص الموظفين، التعامل مع عدد غير متوقع من الأطفال حديثي الولادة الذين كانوا جميعا بحاجة إلى رعاية صحية عاجلة. بسبب السعة المحدودة، افتقر أحمد إلى الاهتمام المطلوب: عندما أدرك الأطباء أن قنية الأكسجين لم تعد مثبتة في أنفه، كان الأوان قد فات. خفّت آلام فدوى بشكل طفيف حين تحسنت حالة ياسين، الذي يبلي حسنا حاليًا رغم كل الصعاب.
كان من الممكن منع فقدان أحمد ومعاناة والدته من خلال نظام رعاية صحية محسّن قادر على تلبية احتياجات جميع المرضى. لضمان عدم تكرار قصة فدوى، تتعاون المنظمة غير الحكومية Premiere Urgence Internationale مع الوكالة الإيطالية للتعاون التنموي (AICS) لتعزيز قدرة مستشفى الثورة وخمسة مرافق صحية أخرى في شرق ليبيا. بفضل برنامج “بلديتي” الممول من الصندوق الائتماني للاتحاد الأوروبي من أجل إفريقيا، ستتلقى المستشفى في الأشهر المقبلة المعدات الطبية والإمدادات الأساسية فضلاً عن البرامج التدريبية التي سيتم تقديمها للموظفين الطبيين والمساعدين الطبيين.
