عندما اندلعت اشتباكات عنيفة في مرزق في عام 2019، لم يكن أمام وردكو البالغ من العمر 39 عامًا وزوجته هارداي وابنتهما سوكا البالغة من العمر 5 سنوات خيارًا سوى مغادرة مركز التصوير الذي تديره العائلة والانتقال لمسافة 100 كيلومتر شرقًا إلى المدينة الصغيرة “أم الأرانب”.
عندما عادت العائلة إلى مرزق في وقت لاحق من تلك السنة، أدركت للأسف أن ظروف المدينة قد ساءت بشكل كبير. كانت أحياء بأكملها خالية كما تعطلت الخدمات العامة والبنية التحتية بشدة، مما أعاق الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل إمدادات المياه والصرف الصحي والكهرباء.
في عام 2020، اكتشفت هارداي أنها حامل وغمرت البهجة العائلة. عندما كانت على وشك الولادة، أدركت أنه لا توجد مستشفيات في مرزق مجهزة لتقديم رعاية الأم أثناء الولادة. اضطرت هارداي و وردكو للقيادة لمسافة 135 كيلومترًا باتجاه سبها، حيث كان يقع أقرب مركز صحي متاح يوفر رعاية الأمومة.
بسبب المسافة الطويلة والبنية التحتية السيئة عانت هارداي من مضاعفات خطيرة خلال الرحلة غير الآمنة إلى سبها، مما أدى إلى فقدان الطفل نتج عنه وقوعها في حالة حرجة وتلقيها لرعاية طبية مدة شهر كامل.
تم استعادة القليل من الأمل عندما سمعت هذه العائلة أن الوكالة الإيطالية للتعاون التنموي (AICS) ، في إطار برنامج بلديتي الممول من الاتحاد الأوروبي، ستتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين والعديد من الجهات الفاعلة على مستوى البلدية لتحسين توفير الخدمات الصحية لأهالي مرزق. بالشراكة مع المنظمة الايطالية غير الحكومية CEFA ، سيتم إعادة تأهيل اثنين من المرافق الصحية ذات الأولوية في مرزق وتزويدهما بالمعدات الطبية والتدريب المهني للموظفين الطبيين والمساعدين الطبيين.
تأمل هارداي و وردكو أن يسمح برنامج بلديتي لأهالي مرزق بالحصول على رعاية صحية أفضل وأن لا يضطر أحد في المستقبل للسفر بعيدًا عن مرزق لتلقي الخدمات الصحية الأساسية و يتمنيان ألا يضطر أي شخص آخر لتحمل ما عانته أسرتهم سابقا.