دعم الأسر والأطفال من خلال التربية الإيجابية والتعليم في غات

في غات، كالعديد من المجتمعات في ليبيا، تواجه الأسر تحديات يومية في تربية الأطفال وسط عالم متغير. ومع ضغوط النزاع والنزوح والصعوبات الاقتصادية، تزداد الحاجة إلى وجود مساحات آمنة يتعلم فيها الأطفال وينمون. وفي صميم هذه الجهود تأتي مراكز الشباب/والأطفال المحلية، التي توفر التعليم والأنشطة لدعم الأهل ومساعدتهم على تجاوز تحديات التربية الإيجابية والانضباط بطريقة تعزز الروابط الأسرية وتجعلها أكثر صحة وقوة.

زهرة عبدو، مديرة مركز الشباب/الأطفال في غات بالجنوب الليبي، أدركت الحاجة المتزايدة لتعزيز الروابط بين الآباء وأطفالهم. بعد ملاحظة سلوكيات مقلقة لدى بعض الأطفال الذين يرتادون المركز، بادرت زهرة وفريقها باتخاذ خطوات فورية حيث أطلقوا سلسلة من جلسات التوعية للأهل تركزت حول التربية الإيجابية والانضباط الإيجابي، إضافة إلى الوقاية من العنف

من خلال تفاعلنا مع الأطفال في المركز ومن خلال الأنشطة التي نقدمها، لاحظنا بعض السلوكيات لدى بعضهم. وعند دراسة الوضع، اكتشفنا أن هؤلاء الأطفال تعرضوا للعنف. كانت خطوتنا الأولى هي استهداف الأمهات بجلسات توعية حول التربية الإيجابية، والعنف ضد الأطفال، والانضباط الإيجابي

كان الفريق في المركز، الذي تلقى تدريبًا متخصصًا في حماية الأطفال ومنع العنف، مستعدًا بشكل جيد للتعامل مع هذه القضايا. لقد خضعوا لتدريبات متخصصة حول كيفية التعرف على علامات العنف لدى الأطفال وكيفية التدخل بشكل آمن وفعّال. هذا التدريب لم يمكنهم فقط من العمل مع الأطفال، بل ساعدهم أيضًا في توجيه الآباء نحو تبني أساليب انضباط إيجابية

من خلال جلسات التوعية، بدأ الآباء في تغيير أسلوب تعاملهم مع أطفالهم. استبدل فريق مركز الشباب/الأطفال الممارسات الضارة بأساليب انضباط إيجابية، مما ساعد العائلات على كسر دائرة العنف. كما تم تقديم تدريبات على المهارات الحياتية، وأنشطة لبناء السلام، وحتى دورات في ريادة الأعمال للأطفال، لتزويدهم بالأدوات التي تمكنهم من الازدهار وبناء شخصياتهم

تشير زهرة إلى أن التأثير تجاوز حدود الفصول الدراسية: كان هدفنا تعديل السلوكيات والمساهمة في التطوير الشامل للأطفال

ساعد التدريب الذي تلقاه العاملون في مركز الشباب/الطفولة حول العنف ضد الأطفال في خلق بيئة آمنة وداعمة، حيث يمكن التعرف على أي علامات للإساءة ومعالجتها بسرعة وبشكل مناسب. وكما توضح زهرة: “تلقى فريقنا تدريبًا يضمن قدرتنا على حماية الأطفال والتدخل عند الضرورة، لضمان أن يكون المركز مكانًا يشعر فيه الأطفال بالأمان والرعاية

شهدت أم لأربعة أطفال بنفسها التغيرات الإيجابية التي أحدثها مركز الشباب/الطفولة في أسرتها. وقالت: “بصراحة، تجربتي مع المركز كانت ممتازة حتى الآن. لقد لاحظت تغييرًا إيجابيًا كبيرًا في سلوك أطفالي بعد مشاركتهم في أنشطة المركز.” وأضافت: “كل يوم يخبرونني عن الأنشطة التي قاموا بها والنصائح التي تلقوها، ويحاولون تطبيق ما تعلموه في المنزل

لم تقتصر التغيرات على أطفالها فحسب، بل تبنت الأم نفسها مبادئ الانضباط الإيجابي التي تعلمتها من المركز. وقالت: “في السابق، كان الصراخ والضرب هما الأسلوب السائد في تعاملاتي معهم، ولكن الآن أتبع نصائح وإرشادات المدربين. أصبح الانضباط الإيجابي والنصيحة أساليب أساسية أعتمد عليها.” وأضافت أنها لاحظت تأثيرًا إيجابيًا متسلسلًا، حيث لفت السلوك المحسن واللطف لدى أطفالها انتباه الأقارب والجيران والأقران

بالنسبة لإبراهيم شعيب، وهو بنّاء نيجيري يعيش في ليبيا منذ 12 عامًا، كان مركز الشباب/الأطفال تحولًا إيجابيًا كبيرًا أيضًا. يشارك أطفاله الثلاثة الآن في أنشطة المركز، وقد لاحظ تغيرات ملحوظة في سلوكهم

ما جذبني إلى المركز كان نقطتين أساسيتين: التعليم والتربية، أوضح إبراهيم. منذ الأيام الأولى، لاحظت تغيرًا في سلوك أطفالي في المنزل—التزامهم ورغبتهم في الذهاب إلى المركز. لم أعد بحاجة إلى توجيههم طوال اليوم، وأنا سعيد جدًا بالصداقات الجديدة التي كونّوها

يتجاوز تأثير مركز الشباب/الأطفال جدرانه، حيث يخلق بيئة داعمة وآمنة تمكّن الأطفال من النمو والازدهار. أصبح الآباء، مثل إبراهيم، مناصرين لعمل المركز، يشجعون الآخرين على تسجيل أطفالهم للاستفادة من تأثيره الإيجابي

Related Posts