يبلغ عدد سكان الكفرة الواقعة جنوب شرق ليبيا حوالي 70 ألف نسمة. يعاني الكثير في هذه المنطقة من محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية الأولية. في كثير من الأحيان، تعاني مرافق الرعاية الصحية في قرى الكفرة من نقص في الإمدادات والمعدات الطبية، فضلاً عن الطاقم الطبي المؤهل. عطية الكاسح هو المستشفى الرئيسي في المنطقة، ويخدم القرى المحيطة على بعد 600 كم. مع ذلك وعلى الرغم من أهميته للمجتمع، يكافح مستشفى عطية الكاسح من أجل تلبية جميع مرضاه ورعايتهم.
تم تشخيص حسن البالغ من العمر أربعة وأربعين عامًا من الجوف، المدينة الرئيسية في منطقة الكفرة، بمرض السكري قبل ثماني سنوات. بعد حوالي أربع سنوات من الحفاظ على حالة صحية مستقرة نسبيًا، ساءت حالته فجأة بسبب ارتفاع سعر الأنسولين ولم يعد قادرًا على تحمله. اضطر إلى شرائه من القطاع الخاص بسبب النقص، وارتفع سعره من 20 دينارًا إلى 50 دينارًا ليبيًا.
لمدة سنتين كاملتين، تُرك حسن بدون الأنسولين، الهرمون الذي يساعد جسمك على تنظيم الجلوكوز في الدم وتحويله بشكل صحيح إلى طاقة. عند التعرض لمستويات الأنسولين غير المنتظمة، لا يستطيع الجسم العثور على مصادر كافية للطاقة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وبالتالي يقود ذلك إلى مضاعفات الأوعية الدموية التي من المحتمل أن تؤثر على الأعضاء الأساسية. هذا ما حدث لحسن عندما أصيب في قدمه اليسرى. هذه الإصابة الطفيفة، بالإضافة إلى مرض السكري، أدت إلى حدوث مثل هذا الالتهاب الذي أدى إلى بتر أحد أصابع قدمه. تكررت حادثة مماثلة مرة أخرى في وقت لاحق، مهددة الآن طرفه بالكامل.
وفقًا لتقرير طبيب حسن، فإنه يعاني من مضاعفات لأن جسمه لا يستطيع إنتاج كمية كافية من الأنسولين وبالتالي لا يمكنه التحكم في مستويات السكر في دمه. يتسبب تركيز السكر المرتفع في الدم في العديد من المشكلات، بما في ذلك تلف الأعصاب. عندما يحدث هذا في أذرعنا أو أرجلنا، يُعرف بالاعتلال العصبي المحيطي. نتيجة لاعتلاله العصبي المحيطي، لا يشعر حسن عندما يؤذي نفسه، مما يجعله أكثر عرضة للصدمات والحوادث المؤذية. علاوة على ذلك، بسبب ضعف تدفق الدم، فإن الشفاء يكون أبطأ بكثير.
قال حسن: “لا أستطيع السيطرة على مرض السكري، وأخشى أن يؤدي ذلك إلى مزيد من المضاعفات مثل فقدان طرفي بالكامل أو ينتهي بي الأمر بالفشل الكلوي أو العمى”.
كان حسن أيضا يخشى ألا ينجح هذا التدخل الجراحي في مستشفى عطية الكاسح، حيث كان متشككًا في قدرته على المعدات والأدوية. على الرغم من مخاوفه، فإن التدخل الجراحي لحسن سار على ما يرام وحالته الآن مستقرة إلى حد ما.
لتخفيف الصعوبات التي يواجهها حسن والعديد من الآخرين في الوصول إلى خدمات الصحة العامة في منطقة الكفرة، تعمل منظمة Première Urgence Internationale الآن بالتنسيق مع الوكالة الإيطالية للتعاون التنموي (AICS) على تحسين قدرة مستشفى عطية الكاسح العام من خلال توفير المعدات والإمدادات الطبية الأساسية، بما في ذلك أعمال إعادة التأهيل ذات الأولوية لضمان تخزينها بشكل آمن. بفضل تمويل الاتحاد الأوروبي من برنامج بلديتي، سيساهم هذا التدخل في تحسين الرعاية الصحية لجميع المجتمعات في المنطقة.