“لقد اعتمدنا لسنوات على نظام متداعٍ”، يقول السيد الدوكالي الهادي، ممثل المجتمع ومختار المحلة لمنطقة سناون. كانت معاناته في الحصول على مياه نظيفة هي معاناة مشتركة لكل أفراد المجتمع.
يتذكر حالة عدم اليقين التي عاشوها يوميًا – الاستيقاظ كل صباح دون معرفة ما إذا كان بإمكانهم الحصول على مياه نظيفة ذلك اليوم. فقد اعتمدت البلدية بأكملها على شبكة مياه متدهورة تعود إلى عام 1970، ولم تعد قادرة على تلبية احتياجات السكان المتزايدة.
أضاف قائلاَ: “كانت شبكة المياه لدينا قديمة، ومع توسع المنطقة، لم يكن لدينا وسيلة مستدامة لتوفير المياه للمنازل والمشاريع الجديدة. كان الناس يعتمدون على مصادر غير موثوقة، لكن ذلك لم يكن حلاً طويل الأمد أبدًا”.
سناون، التي تتكون من أربع مناطق: عين علي، القصر اللوطاني، الشعوى، وسناون، شهدت نموًا متزايدًا، لكن بنيتها التحتية لم تواكب هذا التوسع. وعلى الرغم من صدور عدة قرارات رسمية لتنفيذ مشاريع البنية التحتية، إلا أنه لم يُنفَّذ أي منها. اعتمدت البلدية بأكملها على بئر واحدة فقط، بينما مرَّ خط أنابيب النهر الصناعي بالقرب منها لكنه ظل بعيد المنال. كانت المياه المتاحة تأتي مباشرة من الآبار لكنها احتوت على مستويات عالية من الملوحة. بالإضافة إلى ذلك، كانت هذه الموارد تقترب من نهاية عمرها الافتراضي، مما جعل التدخل العاجل والضروري أمرًا حتميًا.
مع غياب أي بدائل، واجه السكان نقصًا يوميًا في المياه، وأصبحت الأولوية القصوى للمجتمع هي إنشاء شبكة مياه مناسبة. وبصفته مختار المحلة، كان السيد الدوكالي يستمع باستمرار إلى شكاوى جيرانه—مزارعون غير قادرين على ري محاصيلهم، عائلات تضطر إلى تقنين ما لديها من مياه شحيحة، وأصحاب أعمال يكافحون للاستمرار. لقد أثرت أزمة المياه على كل جانب من جوانب حياة المجتمع ومعيشته.
ثم جاء التحول الحاسم. بفضل دعم برنامج بلديتي المموّل من الاتحاد الأوروبي، وتحت إشراف الوكالة الإيطالية للتعاون التنموي، حصلت بلدية سناون على نظام جديد لتنقية المياه. من خلال تركيب وحدات معالجة المياه، وتحديث المضخات الرئيسية، وتوسيع نطاق الوصول إلى المزيد من المنازل، وفر هذا التدخل شريان حياة لسناون—إمدادًا موثوقًا ومستدامًا بالمياه الصالحة للشرب يمكن للسكان الاعتماد عليه.
يتذكر الدوكالي قائلاً: “أذكر المرة الأولى التي رأيت فيها المياه النظيفة تتدفق بثبات عبر النظام الجديد. لم يكن مجرد تطوير تقني—بل كان لحظة ارتياح، لحظة أمل.” مع اعتماد تقنية التحلية، تراجع خطر نقص المياه، وأصبح بإمكان العائلات الشرب والطهي والغسيل دون الخوف من التلوث.
أثبت التدخل أنه من خلال التعاون المستمر بين السلطات المحلية، والشركاء الدوليين، والمجتمع، تسير سناون نحو مستقبل أكثر استقرارًا. لم يعد السكان يعتمدون على نظام قديم، وأصبح بإمكانهم الآن التطلع إلى حياة تكون فيها المياه موردًا موثوقًا، دون أن تكون معركة يومية.
تم كتابة هذه القصة من قبل الوكالة الإيطالية استنادًا إلى المحتوى الذي تم جمعه ميدانيًا بواسطة منظمة CEFA.
حقوق الصورة: منظمة CEFA