لطالما كانت حياة عبد السلام مرتبطة بالأرض. عندما كان طفلاً، كان يساعد والده في رعاية الماشية، حيث تعلم الصبر والتفاني الذي تتطلبه الزراعة. الآن، وهو في الخمسينيات من عمره، يدير المزرعة التي ورثها عن والده والتي تمتد على مساحة 4.5 هكتارات، ويربي 30 رأسًا من الأغنام والماعز. يوفر عمله الدعم لعائلته، المكونة من زوجته وستة أطفال. وبالنسبة له، فإن المزرعة ليست مجرد مصدر رزق، بل هي تقليد عائلي يأمل ابنه في مواصلته، إلى جانب حلمه بأن يصبح طيارًا.
على الرغم من التحديات المستمرة، يجد عبد السلام القوة في عمله. فهو يؤكد على أهمية الصبر والمثابرة، وهما صفتان تعلمهما من خلال تربية الماشية على مر السنين. يقول: “تربية الحيوانات ليست مجرد وظيفة، بل تعلمك الانضباط والمسؤولية”. وقد بدأ أطفاله بالفعل في تعلم هذه الدروس من خلال مساعدتهم في رعاية الأغنام والماعز، مما يعزز ارتباطهم بالطبيعة وتراث العائلة. إن إيقاع الحياة في المزرعة، من إطعام الماشية إلى الاهتمام بصحتها، يغرس في الجيل القادم قيم الصمود والالتزام.
يسترجع عبد السلام ذكرياته عندما كان طفلاً يشاهد والده وهو يقوم بتقليم أشجار النخيل، ولكن اليوم، أصبح أطفاله أكثر انخراطًا في رعاية الحيوانات، حيث يلعبون مع الماعز ويساعدون في إطعامها.
ويعكس هذا التحول التغير في تركيز المزرعة، حيث أصبحت تربية الماشية تلعب دورًا أكبر في تأمين معيشتهم. ومع ذلك، فإن ارتفاع تكاليف علف الحيوانات واللوازم الأساسية الأخرى يشكل تحديات كبيرة.
كان الدعم الذي تلقاه ضمن إطار برنامج “بلديّتي” – وخاصة من خلال توفير علف الحيوانات – عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على ماشية عبد السلام وتأمين سبل عيش أسرته. ويقول: “لولا هذه المساعدة، لكان من الصعب للغاية إبقاء الحيوانات بصحة جيدة ومنتجة”. لم يقتصر تأثير الحصول على العلف المناسب على تخفيف العبء المالي فحسب، بل ساعد أيضًا في ضمان قوة الماشية واستمرارها في تأمين احتياجات أسرته.
يعد عبد السلام واحدًا من بين 4,236 مزارعًا ومربيًا استفادوا من خدمات الإرشاد الزراعي التي قدمنها CIHEAM Bari ضمن مكون الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي في برنامج “بلديّتي”. وتسرد قصته الحاجة الملحة إلى تقديم دعم مخصص لمربي الماشية، فبفضل الموارد المناسبة والمساندة المجتمعية، يمكن للمزارعين الصامدين مثله مواصلة تأمين سبل العيش للأجيال القادمة.
تم كتابة هذه القصة استنادًا إلى المحتوى الذي تم جمعه ميدانيًا بواسطة منظمة CIHEAM Bari.
حقوق الصورة: منظمة CIHEAM Bari